متحف كسوة الكعبة وستائر الحجرة النَّبويّة الشريفة

تعتبر كسوة الكعبة من المظاهر الدينية التي تفخر بها الأمة الإسلامية في تعظيم شعائرها: فهذا بيت الله الحرام وقد اكتسى بأفخم المنسوجات وأجمل الحلل، وهذا المسجد النبوي الشريف وقد اكتسى بالستائر العريقة والخطوط الرشيقة والخيوط الأنيقة في تناسق مهيب، يحاكي معاني التبجيل والتعظيم المتجذرة في قلب الأمة. بدأت فصول صناعة كسوة الكعبة المشرفة منذ عصور ما قبل الإسلام، وقد مرت حتى عصرنا هذا بعدة مراحل تاريخية. يسلط المتحف الضوء على طرف من تلك الحقب الزمنية، حيث احتوى على العشرات من المنسوجات الثمينة والتحف العتيقة، والتي تألفت من العديد من ستائر الحرم النبوي الشريف في العصر العثماني وبعض مقتنيات الحجرة الشريفة، بالإضافة إلى العديد من قطع كسوة باب الكعبة، وحزام الكعبة، ومفتاح باب الكعبة. وقد نُسجت تلك المنسوجات على نسيج الحرير الأسود بأسلاك الذهب والفضة، والمحلاة بقطع إضافية من الحرير الأطلس الأخضر والأحمر والأصفر في بعضها لتظهر الآيات القرآنية في جمالية فائقة التلاؤم، مع زخارف محيطة تعبر عن الفنِّ الإسلامي العريق.  


يحتوي المتحف على 18 كسوة، يرجع أقدمها إلى القرن العاشر الهجري (970ه)، ويبلغ طولها (5.75) م، وعرضها (2.75) م، ويتوسط المتحف محاكاة لباب الكعبة وعليه قطعةٌ أصلية من كسوة باب الكعبة.


يحتوي المتحف على ثلاث شاشات عرضٍ كبيرة مزودة بأحدث تقنيات العرض المتطورة. الشاشة الأولى: تعرض تاريخ متسلسل لصناعة كسوة الكعبة وتطورها منذّ عهد ما قبل الإسلام، ثم عهد النَّبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، ثم العهد الأموي، ثم العصر العباسي، ثم عصر المماليك، ثم العهد العثماني، ثم العصر السعودي. الشاشة الثانية: عرضٌ لفيلم يحتوي على طريقة صناعة كسوة الكعبة، والأدوات والمواد والآلات المستخدمة في صناعتها وحياكتها. الشاشة الثالثة: تعريف بمحتويات القاعة، إضافة إلى فيلم يعرض تفاصيل تاريخية عن مقتنيات المتحف.