متحف تاريخ كتابة المصحف

تتوسطُ قاعة المتحف مبنى مجمع القرآن الكريم، وهي على شكل قبة سماوية مقسمة إلى 15 قسماً، وكل قسم يتحدث عن قرنٍ من الزمان، وقد احتوى المتحف على أجهزة العرض المرئية المزودة بأحدث التقنيات التي تعطي نُبذةً تعريفية عن القرن التاريخيّ، وعن المخطوطات القرآنية المتوفرة في المتحف. وتتميز القاعةُ بمدخلها الفريد؛ حيث يحتوي يمينُ الدَّاخل على غرفة تحاكي غار حراء مزودة بشاشة عرضٍ وأجهزةٍ صوتية تعرض قصةَ بداية نزول القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم. كما ويحتوي يسارُ الداخل على قسم للتعريف بالكتابة العربية وتطورها، والأدوات المستعملة في الكتابة عبر العصور؛ وبلغ عددها (37) قطعةً. يضم المتحف في أروقته تفصيلاً لتطور الكتابة القرآنية على مر القرون الخمسة عشر، موزعة بحسب الحقب الزمنية، والتي تحتوي على أبرز المراحل المحورية في العناية بالمصحف الشريف ومظاهر التطور التي مرت بها الكتابة القرآنية، ومقتنيات يبلغ عددها زهاء مائة قطعة (100) مُتْحَفِيَّةٍ تعكس هذا التطور. ويرسم المتحف لزائره لوحةً تاريخيةً تعكس محطات العناية بالمصحف الشريف عبر العصور؛ منذ العهد النبوي حيث كانت آيات الوحي تكتب مفرقةً على ما تيسر من أدوات الكتابة نحو: الرقاع واللِّخاف والأقتاب والأكتاف وغيرها؛ حتى جُمعت تلك الكتابات القرآنية في عهد الخلفاء الرَّاشدين في صحفٍ على شكل كتابٍ لتطلق عليه تسمية المصحف لأول مرة؛ ثم نُسخت منه مصاحف وزعت على الأمصار. وتمَّ تنفيذ هذه القاعة من خلال نخبةٍ من علماءِ المجمع المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه وعلماء القراءات ورسم المصحف، ونجد أن المتحف يضم مجموعةً كبيرةً لمصاحف تنوعت أشكال طباعتها، بجانب اقتنائه لمصاحف عدد من الدول، واحتوائه كذلك على نماذج لمصاحف مترجمة، وأخرى مكتوبة على الحواسيب والهواتف الذكية والمصاحف الناطقة ومصاحف للمكفوفين بلغة برايل.